socialism.org.il
لنناضل ضد القمع، ضد الرأسمالية!
حكومة شارون — بن إليعيزر، حكومة تحالف البرجوازية الإسرائيلية، تستمر في تصعيد القمع الهمجي ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة
2002/03/28 00:00

ان سلسلة التوغل واحتلال مخيمات اللاجئين والمدن في الضفّة والقطاع، هي أكبر تصعيد عسكري منذ حرب لبنان، اضافت مئات القتلى ومئات البيوت المهدمة لقائمة جرائم الحكومة الإسرائيلية، وكانت نهاية فاشلة — حتى قبل ان تبدأ — لكسر شوكة نضال الشعب الفلسطيني بالقوّة العسكرية. ان تدخّل مبعوثي الإمبريالية الأمريكية، تشينش وزيني، ليست نابعة من الاهتمام بمصلحة الشعب الفلسطيني، انما هي خوفاَ من سقوط الحكومات المتواطئة في السعودية والاردن، هؤلاء الإمبرياليين الذين قتلوا آلاف الأبرياء في افغانستان، وتغاضوا عن الجرائم التي ارتكبتها البرجوازية الإسرائيلية في الضفّة والقطاع… هؤلاء المبعوثين يريدون القليل من الهدوء حتى يتسنى لهم الإستمرار في حربهم القذرة ضد العراق، التي قتلوا فيها حتى الآن الآلاف بالقصف والتجويع ومنع دخول المواد الطبية اليها منذ عام 1991، كله من اجل النفط! استمرار الهجوم على العرب داخل البلاد، وقمعهم سياسيا، ومصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم بحجة عدم الترخيص، عدم الإعتراف بالقرى العربية، استفحال البطالة بينهم… كل هذا أدى الى ردود فعل سخيفة من القيادات "المحترمة"، خاصة بعد احداث اكتوبر 2000، لتحديد النضال بطرق لا تؤذي الحكومة، واكتفوا بلجنة تحقيق — ميّتة. وبوعود حكومة براك، لتحويل ميزانيات للمواطنين العرب، الميزانيات التي لو حولت تكون قليلة ومتأخرة، في الوقت الذي كان العمال الفلسطينيين أول من دفع ثمن الركود الاقتصادي.

وحتى العمال الإسرائيليين بآلافهم يعانون من البطالة، مهددين بتخفيض الأجرة وبتقليص شروط العمل الانسانية، ومهددين بضرب الميزانيات الإجتماعية والصحية والثقافية كنتيجة للوضع الإقتصادي المتردي للرأسمالية الإسرائيلية والعالمية. وكلما استفحل الركود الإقتصادي، تتغير الكثير من المواقف وسيفهم العديد بأن اسرائيل ليست دولتهم، وبأنها دولة قلّة من العائلات التي تتحكم بالإقتصاد الإسرائيلي، دولة غير مستعدّة لتأمين سبل العيش أو الأمن لهم، واصبح قسم كبير من هؤلاء غير مستعدين للموت من أجل الأغنياء والسياسيين المتواطئين معهم، حتى القيادة البيروقراطية للهستدروت، اصبحت غير قادرة على تفسير وجودها في حكومة مستمرّة في ضرب العمال بكل قواها، وأضطرت للإنسحاب منها.

الحكومة لم تعد شعبية كما كانت في بداية طريقها (53٪ لايثقون بشارون، حسب آخر احصائيات) ولو وجد البديل الحقيقي الذي يثق به العمال، لأسقط الحكومة منذ مدّة… ان التغييرات في مفاهيم العمال والشباب واقسام من الطبقة الوسطى يتحدثون عن عدم الرغبة في الخدمة العسكرية، وخاصة جنود الإحتياط، الذين اصبحوا يرفضون ان يَقتلوا ويُقتلوا في المناطق المحتلة، في حرب احتلالية لا أمل في انتصارها. وهناك تصاعد في رافضي الخدمة والفراري والمتملصين بحجج مرضيّة من الخدمة العسكرية، وحتى لأسباب اقتصادية. ومعظم الجنود الذين يخدمون في المناطق المحتلة، لا يفهمون ماذا يفعلون هناك، ولكنهم يعرفون بأن الجنرالات والقيادات السياسية لا تهتم ان ماتوا على حاجز ما، أو اثناء توغل ليس له معنى لأحد المخيمات.

المشاكل المشتركة والعدو المشترك (حكومة الرأسماليين والأغنياء) للعرب واليهود، يخلقون الحاجة الماسّة للنضال المشترك، وفقط نضال شعبي كهذا ينجح في اسقاط النهج الرأسمالي، الإستغلالي والقمعي، وتغييره بنهج يسيطر فيه العمال على مصيرهم ويقودوا به اقتصاد البلاد بأنفسهم، نهج يستطيع تأمين استقلال حقيقي للفلسطينيين، حتى نبدأ بحل المشاكل المستعصية للفقر والحاجة في الشرق الأوسط.

البرجوازية الفلسطينية الجديدة، التي تدار بزعامة شلّة فتح — تونس، اظهرت في مرحلة أوسلو، بأنها تسعى لربحها ورفاهيتها وأفضلياتها، وغير مستعدّة لتوفير المتطلبات الوطنية والإقتصادية للجماهير الفلسطينية في الأراضي المحتلة، واليوم، بينما تجتاح الدبابات الإسرائيلية مناطق السلطة، تقوم السلطة بترك الجماهير لمصيرهم دون توزيع الأسلحة عليهم، وتستمر في سياسة المفاوضات الأمنية مع الجيش والشباك الإسرائيلي.

حتى التنظيمات المسلحة المعارضة للسلطة، لا تطرح استراتيجية ثورية لأنتصار الإنتفاضة التي تشمل نداء على اساس طبقي للجنود والعمال الإسرائيليين لأسقاط الحكومة التي تستغلهم وترسلهم للموت في حرب فاشلة. هذه التنظيمات لا تقاد بشكل دمقراطي على يد الجماهير، وعدم وجود الإستراتيجية يؤدي لإزدياد العمليات الإنتحارية ضد المواطنين الإسرائيليين، هذه العمليات التي يذهب ضحيتها نشطاء فلسطينيون حيث لا يستطيعون المشاركة بالنضال على مدى سنوات، فقط يدفعون العمال والشباب اليهود (الضحايا الأساسيين) الى أحضان اليمين الإسرائيلي المتطرف.

تجربة السنوات التسعة الأخيلرة، تثبت انه مع كل تجارب الرأسمالية الإسرائيلية والفلسطينية والإمبريالية للحصول على تمديد للوقت عن طريق اتفاقيات برجوازية مهادنة مثل "اوسلو"، لا تؤدي للحرية والإنتعاش والسلام في ظل الرأسمالية… فبعد التقليصات والبطالة، يفهم العمال والشباب اليهود، أكثر وأكثر، بأن عدوهم ليس الفلسطينيون بل حكومة الأغنياء، التي حكمت عليهم بالإستغلال والبطالة والفقر. لذلك، يتطلب تنظيم ثوري يساعد في التوعية هذه، والتطوير بطريقة شرح صحيح والمشاركة في النضال بالمواقف، تنظيم يبني الجسر بين العمال والشباب اليهود التقدميين والفلسطينيين الذين توصلوا الى أفكار مشابهة… هذا هو التنظيم الذي نبنيه بنضالنا الإشتراكي.

نحن نطالب: