socialism.org.il
إيران
احتجاجات واسعة تندلع
مرحلة جديدة من النضال تنفتح
توني سونوا، اللجنة لأممية العمال (CWI)
2009/07/01 14:20

اندلعت مظاهرات واعتصامات حاشدة في ايران احتجاجاً على ما يبدو من تزوير للانتخابات الرئاسية من قبل نظام محمود أحمدي نجاد. ووفقاً للتقارير، أكبر مظاهرة مناهضة للحكومة، مع اكثر من مليون مشارك، حصلت في العاصمة طهران. تقارير واردة من ايران تدّعي ان أكثر من عشرة قتلوا في اشتباكات مع الشرطة وميليشيا الباسيج المكروهة. بسبب الرقابة الشديدة على الصحف، تم تنسيق الكثير من الحركة من خلال استخدام "تويتر". ايران لديها أكبر عدد من مدوني الانترنت لكل فرد من السكان. وبينما لا تزال الصورة غير واضحة في الوقت الحالي، تصدر تقارير عن احتجاجات حاشدة في المدن الاخرى مثل شيراز. جامعة طهران قد حوصرت من قبل الشرطة المسلحة وقد أبلغ الطلاب فى مبانيهم السكنية عن قمع وحشي. غيرها من التقارير تحدثت عن اطلاق نار سمع في أنحاء العاصمة خلال الليل في أعقاب الانتخابات. يبدو أن أحمدي نجاد، الذي أعلن فوزه في غضون ساعات قليلة من الانتخابات، غادر ببساطة البلاد لحضور اجتماعات دبلوماسية في روسيا.

نقطة تحول

حدثت هذه المظاهرات الحاشدة ضد النظام في طهران على الرغم من تهديدات من جانب النظام للسماح باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. ورغم أن الوضع لا يزال غير واضح، فإنه يبدو أن قطاعات كبيرة من سكان المدن فقدوا الخوف من النظام، ومستعدون للنزول الى الشوارع للاحتجاج ضده. ويمثل هذا تحولاً حاسماً في النضال ضد الدكتاتورية. وتظهر لقطات فيديو من "بي بي سي" للاحتجاجات متظاهرين رافضين للتفريق عندما يواجهون هجمات من قبل الشرطة العسكرية. الطلاب يتصدرون هذه الاحتجاجات ولكن من الواضح أن الدعم الناشط قد يأتي من قطاعات السكان الأكبر سناً، وخاصة العمال الموظفين في قطاع الجدمات. هناك انقسامات داخل النظام بشأن كيفية التعامل مع هذا التدفق الكبير. هذا، ومع تعبئة جماهيرية من الطبقة المتوسطة والطلبة، يشير بوضوح إلى وجود عناصر هامة ونامية للأزمة ما قبل الثورة. في هذه المرحلة، إلا أن الطبقة العاملة لم تنضم بحزم للنضال، هناك ارتباك في الوعي السياسي للمعنيين تظهر في بعض من شعارات دينية وأيضا في هتافات مثل "الله أكبر". ومع ذلك، ينبغي أن نتذكر أن أول مظاهرات من الثورة الروسية في عام 1905 كان يقودها القس الاب كابون.

لم يتضح بعد كيف ستتطور هذه الحركة الآن لكن النظام قد اضطر الى تحويل مفاجئ. مجلس صيانة الدستور، في مواجهة هذه الكتلة المعارضة، اضطر لالغاء قراره السابق والسماح باعادة فرز الاصوات المتنازع عليها. هذه محاولة واضحة لتهدئة الأوضاع، حيث يخشى النظام ان تندلع وتتطور الاحتجاجات الى المزيد من انتفاضة ضد النظام نفسه.

وان ارتفاع البطالة الجماعية والتوق إلى الحقوق والديمقراطية، لا سيما في صفوف الشباب — 60 ٪ من سكان ايران دون سن الثلاثين — يدفع الشباب في مناطق المدن خاصة الى ثورة دينية ضد القمع الذي يتعرضون اليه. سمة هامة من سمات هذه الحركة هي استقطاب الشابات المطالبات ب"المساواة". وقد انعكس ذلك في شعبية هائلة لزهرة راهنافارد، زوجة المرشح الرئيسي المعارض مير حسين موسوي، خلال الحملة الانتخابية. وما لم يسبق له مثيل في الانتخابات الإيرانية أن تلعب المرأة مثل هذا الدور القيادي. في الوقت نفسه، في حين أن كتلة المعارضة في المدن تحشد لموسوي، إنه ليس اشتراكي أو حتى مدافع عن الطبقة العاملة والفقراء. كرئيس وزراء سابق وموالي للرأسمالية، لديه برنامج محدود لإصلاح النظام الدولة الدينية الحالي. مع ذلك، فإن محاولة نجاد التلاعب في الانتخابات ربما فتحت بوابات الفيضان اتؤدي الى حركة جماهيرية يمكنها اسقاط نظامه وفتح عهد جديد في ايران. في الوقت نفسه، هناك انقسام واضح بين فقراء الريف وبعض أقسام الأكثر فقر والمظلومين في بعض المدن الذين يميلون لدعم أحمدي نجاد بسبب تصريحاته الرجعية اليمينية الشعبوية والموقف المكافح لفساد النخبة الليبرالية الغنية و"المناهض للامبريالية الغربية".

تقديرات تشير أن إيران قد تحولت في السنوات الأخيرة مع 70 ٪ من الشعب يسكن في مناطق المدن ومع طبقة من الشباب المتعلمين تعليما عاليا.

المسألة الحاسمة الآن في الأجل القصير هي أن تنتقل الطبقة العاملة إلى التحرك بعد التقارير بأن النقابات تناقش الدعوة الى الاضراب العام، مما يُعدّ خوفاً أساسياً لدى النظام. في هذه الأثناء، المعارضة قد ألغت احتجاجات حاشدة كانت من المقرر ان تعقد في طهران، لتجنب مواجهات مع القوات الموالية للحكومة. وهذا يدل على خوف لدى الاصلاحيين المؤيدين للرأسماليين، مثل موسوي، من أن يخرج اطلاق النداء للحشد االجماهيري عن سيطرتهم، ومن ان يصبح التحرك في اتجاه المزيد من الراديكالية الثورية. ومن المحتمل أن يحاول موسوي التوصل الى تسوية مع النظام الحالي لتجنب جلب الجماهير الى الشوارع. وبدلا من ذلك، من الممكن أن يضطر النظام لقبول هزيمة أحمدي نجاد في محاولة للحفاظ على السيطرة على الوضع. ومن الممكن أيضا أن تبذل المحاولات لتقليص الاحتجاجات خوفا من عواقبها. فموسوي قد دعا لإلغاء المظاهرات غدا.

مرحلة جديدة من النضال تنفتح

ولكن الجني قد خرج الآن من القمقم و مرحلة جديدة وحاسمة من الصراع قد انفتحت في ايران. فالنضال من أجل الحقوق الديمقراطية الحقيقية والحق في الإضراب، ومن أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولتشكيل النقابات الحرة والأحزاب السياسية، ولتحقيق المساواة للمرأة، لا بد من أن يقاتل جميع العمال والشباب والاشتراكيين من أجله. ظهور الطبقة العاملة في هذه الحركة سيمكنها من توفير ما يلزم من التماسك والقوة للتغلب على هذا النظام. تشكيل لجان من الجامعات وأماكن العمل منتخبة ديمقراطيا للنضال، والتواصل مع الطبقة الوسطى والفقراء في مناطق والمدن، يشكل أساسا لتوحيد النضال. النداء للاضراب العام، وتشكيل لجان مسلحة للدفاع الى جانب نداء طبقي للجنود في الجيش، هي الخطوات اللازمة لاتخاذ خطوة إلى الأمام من أجل الانقلاب على نظام الحكم. هذه اللجان يمكنها أيضاً أن تعقد انتخابات لجمعية تأسيسية ثورية لتقرير مستقبل ايران. يمكن ضمان الحقوق الديمقراطية والتوصل إلى حلول للفقر والبطالة فقط مع تشكيل حكومة من العمال والفلاحين مع برنامج ثوري اشتراكية لتحويل المجتمع في مصلحة جميع العاملين.