socialism.org.il
الشرق الأوسط
هل تستطيع "المحادثات" الجديدة أن تحدث العدالة والسلام؟
العمال بحاجة إلى تنظيم مستقل!
اللجنة لأممية العمال في لبنان
2010/09/30 16:33

حياة الملايين في الشرق الأوسط مظلمة بسبب النزاعات والاحتلال العسكرية والأنظمة الديكتاتورية والفساد المستشري والفقر والبطالة. وحالة الفلسطينيين ما زالت أكبر جريمة في المنطقة. ومع ذلك، في أيلول / سبتمبر، دعا الرئيس أوباما لاجراء "محادثات سلام" جديدة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو والزعيم الفلسطيني عباس، لإحياء احتمال السلام والازدهار في المنطقة.

ولكن استندت كل "مقترحات السلام" السابقة على الحفاظ على إسرائيل كقوة حيوية واقليمية مؤيدة للغرب، وعلى إجبار الفلسطينيين على التسوية بأقل بكثير من تقرير مصير حقيقي. فقيادة عباس الجبانة تتعرض لضغوط من الادارة الامريكية وتشارك في مفاوضات لا تدعمها حتى منظمة التحرير الفلسطينية رسميًا. وبينما يستثنى سكان غزة وحماس من "المحادثات"، فهي تشمل حلفاء الولايات المتحدة العرب، الأردن ومصر، اللتين تتواطآن مع إسرائيل في الحصار القاسي على قطاع غزة.

إن الهدف من "المحادثات"، والتوصل إلى تسوية على أساس ما يسمى بـ"الدولتين"، سوف يشهد الحافظة بخطوط تقسيم 1967، مع احتجاز اسرائيل لما يقرب من 80٪ من الأراضي، بالإضافة إلى جزء من الضفة الغربية. وسيعطى الفلسطينيون منطقة صغيرة، مما هو غير قابل للتطبيق كما هو حق العودة للاجئين. لقد وضح نتانياهو أن القدس ستظل تحت الحكم الإسرائيلي، ولن يكون هناك "عاصمة مشتركة" وأن أي دولة فلسطينية سيتم مراقبتها وتدخل الشرطة من الجانب الاسرائيل. وبالرغم من وجود هذه الشروط الشديدة القسوة، لا يوجد أي دليل على أن نتانياهو لديه أي نية لمفاوضات جادة مع تجميد لـ"الاستيطان" اليهودي غير الشرعي على الأراضي الفلسطينية التي استبعدت فيها القدس الشرقية، والتي تنتهي في 27 أيلول / سبتمبر.

والحقيقة هي أن على أساس النظام الحالي — الرأسمالية والاقطاعية والإمبريالية — لا يوجد حل دائم للقضية الفلسطينية أو لجلب السلام الى المنطقة. واحد ونصف مليون شخص في غزة لا يزالون تحت الحصار الوحشي. والجيش الاسرائيلي يواصل التهديد بشن هجمات عسكرية ضد حزب الله في لبنان للدفاع عن مصالح الرأسمالية الإسرائيلية. والتوترات في المنطقة تزداد وتنمو عند محاولات الولايات المتحدة لعزل ايران وضمان سيطرتها على الثروات النفطية. أي هجوم عسكري ضد ايران من قبل الولايات المتحدة أو حلفائها، قد يؤدي إلى رد فعل ضخم وإلى المزيد من الصراع.

نظام حماس في غزة يوجه جزئياً غضب الفلسطينيين الناشئ من الظروف الرهيبة، ولكن برنامجه الإسلامي السياسي اليميني ليس بديلاً حقيقياً للجماهير المضطهدة. لقد أجرت حماس وراء الكواليس مفاوضات مع الامبريالية الامريكية بينما تكون المرأة بموجب حكمها مضطهدة على نحو متزايد، كما هي أي معارضة لحماس.

فقط من خلال حركات جماهيرية موحدة للطبقة العاملة والفقراء في فلسطين — وكذلك في إسرائيل حيث اتخذ العمال اجراءات الاضراب ضد الزعماء و الاشتراكيون احتجوا ضد سياسات النخبة الحاكمة — سيتم التوصل إلى حل؛ من خلال معارضة للاضطهاد القومي، ولأحزاب وأرباب العمل والامبريالية، وبذلك تقرير المصير الحقيقي للفلسطينيين وإقامة مجتمع ديمقراطي اشتراكي في منطقة الشرق الأوسط ككل.

الرعب في العراق

إجراءات أوباما لا تعطي الجماهير الفقيرة والمضطهدة في الشرق الأوسط حتى أدنى أمل أن الأمور سوف تتغير نحو الأفضل. أوباما يعلن إنهاء الحرب في العراق ولكن يبقي 50000 جندي أمريكي في البلاد. العراقيون يتلقون ساعات أقل من الكهرباء والبلاد تشهد انتاج نفط أقل من الذي كان خلال عهد صدام. مليونان من العراقيين ما زالوا لاجئين في الخارج، ومليونان آخران نازحون ومشردون في الداخل. ويقدر أن ما يتراوح بين مئات الآلاف إلى مليون شخص قد فقدوا حياتهم خلال فترة الاحتلال والبلد في ظل نظام غير مستقر وفساد، مع تزايد 'حكم الاسلاميين' والرجعية المناهضة للإناث والقتل والاختطاف اليومي. لقد أنفقت الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة 751 مليار دولاراً أمريكياً على الحرب والاحتلال الدموي في حين أن الملايين من العراقيين غارقون في الفقر. وكانت السيطرة على موارد النفط هي العامل الرئيسي وراء الحرب والاحتلال، وتمت خصخصة النفط العراقي وعمال النفط يواجهون القمع.

عبر منطقة الشرق الأوسط، يتزايد السخط الجماهيري وتكاليف المعيشة ترتفع مع بطالة الشباب ما بين 30٪ و60٪. ولكن العمال يناضلون من خلال اضربات على مدى متباعدة مثل مصر وتركيا، وقد فازوا ببعض الانتصارات الملهمة. ففي لبنان أجرى المعلمون صراعاً مستمراً، وحصلوا على بعض الانتصارات من الحكومة. هذا هو مثال ملموس على وحدة العمال عبر الانقسامات الطائفية ويظهر الحاجة إلى تعميم الصراع في جميع أنحاء القطاع العام الذي يتعرض لهجومات التخفيضات والخصخصة في كل مكان. من الواضح أن الجماهير تبحث عن بديل ولكن الطبقة العاملة بحاجة إلى أحزاب تطرح البديل الاشتراكي.

الطبقات الرأسمالية الفاسدة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط لا يمكنها الحكم إلا من خلال 'الانتخابات" المزورة، والجهاز القمعي الواسع، وسياسات "فرق تسد" بما في ذلك الانقسامات الطائفيةوالأثنية.

اللجنة لأممية العمال تدعم جميع حركات النضال من أجل الحقوق الديمقراطية، بما في ذلك الحق في تنظيم نقابات عمالية مستقلة، ومع حق الإضراب والتجمع والتظاهر وحرية الإعلام، وذلك فضلاً عن إجراء انتخابات حرة مع الحق في تنظيم أحزاب عمالية ومع حقوق متساوية للأقليات. إن الطبقة العاملة ستستخدم هذه الحقوق للنضال من أجل أجور لائقة وإسكان وتعليم وخدمات صحية.

الطبقة العاملة المصرية تبدي طريق التقدم

العمال والشباب المصريون يواجهون مستقبلاً مريراً مع تزايد البطالة وارتفاع الأسعار. أكثر من 40٪ يعيشون في فقر وما يقرب الـ30٪ من السكان أميون. وقد اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، والذين يعيشون في المجتمعات الغنية يسكنون في مجتمعات محلية وبيوت لدى 'بوابات فاخرة ' بينما الفقراء يتواجدون في مناطق المدن المعدومة. ولكن العمال يناضلون فالاضرابات والاحتجاجات العمالية منذ عام 2006 أجبرت اصحاب العمل والحكومة بالتنازل وبتحسين الأجور وظروف العمل، وألهمت البعض الآخر بالاضراب أيضا. إن الاضربات ضد الخصخصة ولإعادة التأميم هي علامة على التغيير، والنقابات المستقلة الجديدة هي تطورًا هامًا، فالعمال يرون ضرورة القادة المنتخبة ديمقراطياً والتي تخوض للمساءلة. والمحاسبة.

الحاجة إلى برنامج إشتراكي — اللجنة لأممية العمال تدعو إلى:

تدعو اللجنة لأممية العمال إلى تأميم الشركات الكبرى والبنوك والعقارات الواسعة تحت الرقابة الديمقراطية للطبقة العاملة. يجب أن يُخطط الاقتصاد ديمقراطياً لتلبية احتياجات الشعب العامل — وليس لصالح زمرة صغيرة.

تتمثل المهمة الرئيسية التي تواجه الاشتراكيين ببناء حزب للعمال والفقراء والشباب. هناك حاجة لتطوير هكذا حزب لكسب التأييد لبرنامج اشتراكي، يُقدم لجميع العاملين الذين يناضالون، ويربط الناشطين في مختلف أماكن العمل وفي النقابات والجامعات والحملات.