socialism.org.il
السودان
إضراب الاطباء
وقد جاء بيان لجنة اطباء السودان المركزية حاملا عدة مطالب تتمركز حول تحسين بيئة العمل، سن قوانين لحماية الاطباء وتوفير المعينات الطبية المهمة التي تفقدها كافة المستشفيات وبصورة تجعل فقدان حياة احد المرضي لانعدام بعض المعدات الطبية البسيطة شي اعتيادي
سودانيون مؤيدون للجنة لأممية ألعمال
2016/10/08 13:41

يشهد السودان في اوائل ايام اكتوبر الذي دائما ما ارتبط ذكراه بالثورة والعصيان في اذهان الوطن حيث بدا اطباء السودان اضراب واسع وفي مجموعه من المستشفيات الحكومية واجهتها السلطات بتوجز وخوف من اذا ما انتقل هذا الاضراب الي كافة القطاعات الاخري، وياتي هذا الاضراب نتيجة لتدهور القطاع الصحي بالسودان في الفتره الاخيرة حيث يعمل الاطباء في بيئة عمل لا تطاق بالاضافة الي انعدام للأمان بعد عدة اعتداءات طالت الاطباء اغلبها من منسوبي الاجهزة الامنية.

وقد جاء بيان لجنة اطباء السودان المركزية حاملا عدة مطالب تتمركز حول تحسين بيئة العمل، سن قوانين لحماية الاطباء وتوفير المعينات الطبية المهمة التي تفقدها كافة المستشفيات وبصورة تجعل فقدان حياة احد المرضي لانعدام بعض المعدات الطبية البسيطة شي اعتيادي. وقد بدا تنفيذ الاضراب في الساعات الاولي من السادس من اكتوبر عن كل الحالات الباردة بالاضافة الي الطوارئ في بعض المستشفيات داخل العاصمة ،و علي ان لا يتم رفع الاضراب الا بتنفيذ المطالب حسب ما جاء في بيان لجنة اطباء السودان المركزية.

ذا وقد لاقى الاضراب تضامنات واسعة خاصة من الاطباء، فمن الداخل اعلن المئات انخراطهم في الاضراب، وحتي من خارج البلاد فقد اعلن العشرات وقوفهم مع زملاء المهنة ،ولم يقف الامر علي الاطباء فقط فقد اعلن العديد تضامنهم من كافة اطياف الشعب عامة حيث ما ان خرج بيان الاطباء حتي تدافعت حوله البيانات التضامنية من الاحزاب السياسية كحزب الامة و الحزب الشيوعي الذي اكد علي موقفه الداعم لاضرابات الاطباء ،والحركات السياسية مثل حركة التغيير الان وحتي اللجان كلجنة الصيادلة التمهيدية ولجنة المعلمين السودانين التي بادرة بالتضامن مع الاطباء.

ويعتبر هذا الاضراب الثاني منذ وصول حكومة الانقاذ الي الحكم عام 1989 حيث كانت اول مواجهة لهم في ديسمبر من نفس العام ؛ ويعول تدهور القطاع الصحي في السودان الي سياسات الحكومة الغير رشيدة والتي تهدف الي خصخصة القطاع وجعل الدواء والعلاج سلعة، والغاء مجانيته، هذا التهميش الناتج عن عدم اكتراث الحكومة للمواطن البسيط، يظهر في تخصيص الحكومة ضمن موازنتها لما لا يزيد عن 2٪ لقطاع الصحة، في الوقت الذي تنفق فيه اكثر من ربع الموازنة في الدفاع، ويرجح باحثون لان يكون الرقم اكثر من ذلك بكثير.

وعلي صعيد اخر فقد واجهت كافة اشكال الاعلام المرئية والمسموعة مراقبة لصيقة من جهاز الامن والمخابرات لمنع اي تداول لهذا الاضراب، بل وصل بهم الحال الا مكالمات هاتفية تحذر فيها رؤساء التحرير بالصحف من تناول اي مواد حول هذا العصيان الذي يجري داخل المستشفيات، في الوقت الذي لاقي فيه الخبر صيت واسع من الاعلام الخارجي ومواقع التواصل الاجتماعي حيث تصدر هاشتاق اضراب الاطباء السودانين تويتر خلال هذه الايام.

ويصبح السؤال باقيا هل سيستطيع الاطباء تحقيق مطالبهم من اجل المواطن؟ واذا ما نجح هذا العصيان هل سيصبح مثال ناجح لمواصلة المشوار!