لنناضل ضد الاحتلال، ضد العنصرية والامبريالية… ضد الرأسمالية! الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها حكومة اسرائيل باغتيالها الشيخ احمد ياسين وسبعة فلسطينيين آخرين، تهدد بجر منطقة الشرق الاوسط كلها الى حرب دموية… 4,256
الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها حكومة اسرائيل باغتيالها الشيخ احمد ياسين وسبعة فلسطينيين آخرين، تهدد بجر منطقة الشرق الاوسط كلها الى حرب دموية… وحسب كل الاحصائيات، فان شارون وصل الى ادنى درجات التأييد، نفذ هذه الجريمة الارهابية بالاساس لينقذ حكومته الفاشلة… الآن وبعد ان اصبح الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يميز هذه الحكومة مسيطر على الساحة، اراد شارون استعمال ورقة الخوف من العمليات الانتحارية، لدرجة انه يريد اجبار العمال اليهود للعودة الى تأييده… لكن حتى ذلك لن يساعده، فحكومته لن تعيش طويلاً. في نفس الوقت، تستمر المحاولات لترهيب العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل: باظهار الجميع كارهابيين، اعتقال قياديين سياسيين (الحركة الاسلامية وابناء البلد)، التهديد بمنع المظاهرات، هدم بيوت وتخريب حقول… النظام الحاكم ينتهج هذه السياسة كجزء من سياسة "فرّق تسد" حتى يمنع بكل ثمن اي نضال مشترك بين العمال العرب والعمال اليهود داخل البلاد، النضال الوحيد الذي يستطيع اسقاط الرأسمالية الاسرائيلية ويضع حد للاحتلال والقمع والانتهازية. اليوم، اكثر من قبل — مع استمرار بناء الجدار الفاصل، يتم قتل الفلسطينيين يومياً، في قطاع غزة والضفة المحتلة، والاحتلال الامبريالي في العراق مستمر، والاقتصاد هنا وفي العالم في حالة تدهور كبيرة — مطلوب حركة عمال مستقلة حقيقية، لتناضل من اجل اسقاط النهج الذي يخدم بعض العائلات الغنية ويترك الملايين بالجوع والعراء. الجدار الفاصل، الذي يشيد بحماس في هذه الايام، لن يجلب الهدوء للمنطقة… فقط توفير مصادر الرزق لألاف الفلسطينيين يستطيع وقف شلال الدم… الموجة الجماهيرية للمعارضين لهذا الجدار التي نشأت سوية بين الفلسطينيين وبعض الاسرائيليين، اظهرت بعض النتائج الفعلية. تأجيل بناء اقسام من الجدار، تغيير في بعض الاماكن، وغيرها)… عشرات الآلاف اشتركوا في المظاهرات، عشرات قتلوا والكثير جرحوا. لكن كل هذا لا يكفي… حركة التأييد يجب ان تكون منظمة من الاسفل، النضال يجب ان يكون تضامني ومنسق بين الفلسطينيين والعمال اليهود. "اليسار" الاسرائيلي يقترح فقط مبادرات سلام برجوازية، مبادرات لا تستطيع جلب الامان للاسرائيليين. وطبعا لا ترفع من مستوى المعيشة للجماهير الفلسطينية (اكبر حد من المبادرات كان ضمن اطار مبادرة جنيف، التي ايدتها الجبهة الدمقراطية، والتي تنازلت نهائيا عن حق العودة للاجئين). ولا حزب من المعارضة — اليهود والعرب — يطرح بديل حقيقي للرأسمالية التي تجلب لنا فقط الحروب والبطالة والفقر. من الواضح ان العمال والعاطلين عن العمل والشباب اليهود والعرب، وصلوا حد اليأس، ومعظمهم لا يشعرون بالانتماء للحكومة… هذا التغيير اصبح ملاحظ ايضا في صفوف الجيش، وخاصة بين جنود الاحتياط والجنود الثابتين، الذين يرفضون الاستمرار في القتل وتعريض انفسهم للقتل في الاراضي المحتلة، وهناك ازدياد في عدد الفارين من الجيش والرافضين للخدمة لاسباب مبدئية وايضا اقتصادية. باالاضافة لاستمرار الاحتلال الامبريالي للعراق… لم ينوجد السلاح الذي يبيد شعب باكمله، ولن ينوجد، والدمقراطية لم تصل للعراق الذي يدار على يد حكم امريكي يخدم المصالح الامريكية… مرّت سنة على احتلال العراق ولا توجد اشارة لخروج القوات المشتركة من هناك… حركة التضامن الكبيرةللجماهير، منذ اكثر من سنة، فقدت في انحاء العالم ثقتها بالانظمة الراسمالية التي بدأت بالحرب، لكن حركة المعارضة الاكثر اهمية هي التي داخل العراق، لكن التمرد الذي يأتي بشكل عفوي وارتجالي لا ينجح. فقط التنظيم الدمقراطي من الاسفل وفي كل العراق يستطيع بناء حزب جماهيري من العمال والعاطلين عن العمل، يستطيع طرد كل قوات الاحتلال عن طريق المظاهرات والاضرابات وبالتضامن من العمال من دول اخرى وغيرها. المشاكل المشتركة والعدو المشترك — البرجوازية الاسرائيلية — للعمال العرب واليهود ينتجون الطاقة لنضال مشترك… فقط نضال جماهيري كهذا لاسقاط النهج الرأسمالي القمعي والاستغلالي، وتغييره بنظام يستطيع العمال من خلاله تقرير مصيرهم وادارة اقتصاد البلاد بأنفسهم، نظام يستطيع وضع حد للاحتلال والعنصرية والبدء بحل المشاكل المستعصية للفقر والعوز في الشرق الاوسط. في اعقاب تردي الوضع الاقتصادي، التقليصات وطرد العمال المكثف، ستعي جماهير الشباب والعمال اليهود اكثر واكثر، ان اعداءهم ليسوا العراقيين ولا الفلسطينيين، بل حكومة الاغنياء الاسغلالية والتي ترمي بهم الى سوق البطالة والفقر والعوز… ولكن مطلوب تنظيم ثوري يساعد في هذا المفهوم ويتطور عن طريق الشرح الجدي والحقيقي والمشاركة بالنضالات اليومية، تنظيم يبني جسر بين العمال والشباب اليهود والشباب الفلسطيني، الذين توصلوا لافكار متشابهة… هذا هو التنظيم الذي نبنيه من خلال نضال اشتراكي.
نحن نطالب بـ:
| المقالات الأخيرة في الموقع |