تونس الرئيس بن علي يهرب من البلد في مواجهة ثورية جماهيرية "ضحى الناس بالكثير — وهم ليسوا مستعدين لوعود وهمية" 1,138
هرب أمس (14 يناير / كانون الثاني) الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأسرته من تونس، وورد أن المملكة العربية السعودية استقبلته. وأجبر على الانصراف من منصبه بعد 23 عاماً قضاها في السلطة وبعد أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية على البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والفساد والنظام القمعي. وبدأت الاحتجاجات بعد أن أشعل طالب متخرج نفسه بالنار في سيدي بوزيد على انعدام فرص العمل في 17 ديسمبر / آانون الأول. وقد أدى قمع الشرطة إلى ما لا يقل عن 100 قتيلا. يوم الجمعة دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الى إضراب عام محدود والآلاف من الناس تجمعوا خارج مبنى وزارة الداخلية التي ترمز للنظام في تونس العاصمة. وأطلقت الشرطة النار. وهرب من تونس بن علي الذي لم يعد قادراً على الحفاظ على قبضته الحديدية في مواجهة الغضب الجماهيري، وأُعلن أن رئيس الوزراء محمد الغنوشي قد تولى "الرئاسة المؤقتة" وأُعلنت "حالة الطوارئ" ومُنعت التجمعات لأآثر من ثلاثة أشخاص وفُرض حظر التجول ليلا. وانعطى الاذن لقوات الأمن لإطلاق النار على من لا يطيع أوامرها. وأشار الغنوشي أنه سيحاول تشكيل حكومة "إئتلاف" جديدة وقال أنه سيجتمع مع الزعماء السياسيين اليوم. ولم يكن دور الجيش في هذه التطورات واضحا. سيكون هناك ارتياح آبير أن بن علي تمت إزالته أخيراً من السلطة ولكن الجماهير يريدون أن تحقيق مطالبهم الأخرى بما في ذلك وضع حد للقمع والفساد وإحداث تغيير جذري في الوضع الاقتصادي. ولكن الغنوشي سيحاول اتخاذ تدابير للدفاع عن المصالح العامة للطبقة الحاآمة، ولا يمكن للعمال والعاطلين عن العمل والشباب والفقراء أن يثقوا في نية أي نظام حاآم جديد أو حكومة "وحدة وطنية" لتلبية احتياجاتها الاجتماعية والاقتصادية أو لتحقيق الديمقراطية الحقيقية الدائمة. والقوى الامبريالية مثل فرنسا والولايات المتحدة التي دعمت من قبل حليفهم بن علي ستبذل جهودها الآن لضمان نظام جديد يتم تثبيته دون تلبية مطالب الطبقة العاملة والفقراء بل لمواصلة الدفاع عن مصالح الرأسمالية التونسية والعالمية. لقد أظهرت الجماهير إمكاناتها الضخمة على مدى الأيام والأسابيع الماضية في تونس، وعدد آبير واجه بجرأة القمع الذي تمارسه الدولة وتوفي الكثير منهم. وهزت أحداث تونس شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجرت احتجاجات تضامنية في عدة بلدان. لتطوير آفاحه الشعب العامل والفقراء في تونس بحاجة إلى منظماته الخاصة المستقلة الجماهيرية بما في ذلك حزب يناضل من أجل مصالحه الطبقية والحقوق الديمقراطية الكاملة على أساس برنامج اشتراآي. وبدلاً من نظام جديد موالي للرأسمالية ومرقّع من فلول نظام بن علي والقوى البرجوازية الأخرى معاً، من الضروري أن يكون للعمال وللشباب حكومة على أساس المصالح الطبقية للطبقة العاملة والفقراء. أدناه، ستيفان مولر، من اللجنة لأممية العمال في ألمانيا، يجري مقابلة مع أحمد رفيقي وهو مدرس وعضو في الاتحاد العام التونسي للشغل في مدينة قفصة المنجمية، حول الأحداث الأخيرة. وجرت هذه المقابلة قبل ساعات من هروب بن علي من تونس. سوف يتم التزويد بالمزيد من التقارير والتحليلات للأحداث في تونس في وقت لاحق. مقابلة مع أحمد رفيقي، مدرس في مدرسة وعضو في الاتحاد العام التونسي للشغل في قفصةماذا يجري في تونس على مدى الأسابيع الماضية؟آان هناك موجة ضخمة من الاستياء على الصعيد الوطني وتجلت في مظاهرات سلمية. لكن الدولة مع قوات الشرطة وقوات مكافحة الشغب مارست الاضطهاد الدموي ضد المظاهرات. لقد قتلوا أآثر من مئة شخصاً تونسياً؛ معظمهم من الشباب والناس في سن المراهقة. ما هو سبب هذا الاستياء؟أولاً بدا وآأنه اجتماعيا. وآان الناس يتظاهرون من أجل تحسين الظروف المعيشية من أجل وظائف وسلع أرخص، ولكن بعد ذلك تبين أنه ليس اجتماعياً فحسب بل سياسيا أيضاً. بعد 23 سنة من القمع الدموي من قبل الرئيس بن علي سار الناس في الشوارع مطالبين منه الاستقالة. ولكن بعد آل مرة آلن يعقد فيها الرئيس خطاباً على شاشة التلفزيون آان الوضع يتطور سوءاً. ففي البداية آان ينفي آل شيء ويقول أن المسألة هي عن مجرد رجل قد انتحر بحرق نفسه. وقال بعدها: "حسناً، أنا أفهم الوضع، ولكن يجب أن تعلموا أن الناس الذين يتظاهرون هم محجبون وهم حفنة من الإرهابيين". وهكذا وصف الطلاب والشعب من الشباب والمعلمين والمحامين والأطباء والجميع بـ"الارهابيين". إذاً أية قطاعات من المجتمع ذهبت إلى الشوارع؟وصلت للتو من مظاهرة استمرت 4 ساعات وآان الناس من أعمار تتراوح بين 7 سنوات وحتى الـ77 سنة، وآان هناك عاطلون عن العمل ومحامون وأطباء وأمهات وجدات وطلاب والجميع. آان الجميع يتظاهر ضد الرئيس بن علي. وما الذي يحدث الآن؟الآن يظهر ذلك دموية وشراسة / وحشية بن علي وحلفائه. يجب ألا ننسى هذا. إن موقف الحكومة الفرنسية جبان حقاً ورخيص. لقد ألقوا اللوم على الناس واقترحت الشرطة الفرنسية المساعدة لقمع الشعب. الآن البلاد في حالة من الخوف والناس خائفون. الناس يشترون آميات آبيرة من اللوازم بسبب حظر التجول، وهناك حالة طوارئ معلنة. لقد قمعت الشرطة بدموية مظاهرة في تونس وفي البلاد اليوم. الشيء الأآثر خطورة هو أن هناك عصابات من أشخاص غير معروفين، لا أحد يعرف من هم، يسرقون آل شيء ويقومون بتدمير البلد وحرق المباني. آنت تقول أن الناس الذين رأيناهم في التلفزيون يرمون قنابل المولوتوف ليسوا متظاهرين؟لا لا، هم المتظاهرون الحقيقيون، وهم الناس الذين اشتبكوا مع الشرطة وآانوا يحتجون من أجل تونس حرة وديمقراطية وضد بن علي والمافيا لديه. هم المحتجون، ولكن هؤلاء الناس يعملون في الظلام في الشوارع الخلفية في تونس. يسرقون ويدمرون والجميع في تونس يعرف من هم: هم الميليشيات الحكومية التي ترهب الناس. أقال بن علي اليوم حكومته (آان ذلك في الوقت من هذه المقابلة وبن علي لم يهرب بعد من تونس). ماذا سيحدث الآن؟يذهب البلد الآن الى المجهول. وهناك أيضاً سجناء يهربون من السجون. لا يوجد حرس ثوري متقدم، وليس هناك معارضة، وليس هناك أي بديل واضح لتونس، وليس هناك بديل ثوري. جميع المعارضين يعيشون في آندا وفي لندن وفي فرنسا. لم يتحرك الجيش. ما هو دور الجيش الآن؟ آان هناك لقطات إعلامية عن ضابط يحيي نعش أحد المتظاهرين الذين قتلوا خلال جنازة جماعية. الجيش لا يقمع المظاهرات، هل هذا صحيح؟حقاً العسكر لا يقمع المظاهرات بل الشرطة تفعل ذلك. الجيش الآن يحمي مكاتب البريد والوزارات ومحطات التلفزيون والمناطق الحساسة من المدينة. هل تعتقد أن هناك إمكانية لانقلاب؟لا أحد يعرف. هذا ممكن. ولكن هذا ليس ما يريده الشعب. أنا متأآد من أن الشعب لن يقبل بذلك. الآن لقد ضحى الناس بالكثير وليسوا مستعدين لوعود وهمية من قبل الرئيس، إنهم يريدون من الرئيس أن يرحل وبالتأآيد لن يقبلوا بانقلاب. شكراً جزيلاً، ونتمنى لكم التوفيق. | المقالات الأخيرة في الموقع |