socialism.org.il
لبنان
انزلاق مرة أخرى إلى الحرب الأهلية؟
حاجة ماسة لبديل عمالي!
عائشة زكي وتامر مهدي، اللجنة لأممية العمال في لبنان
2012/10/25 13:21

انتهى يوم الأحد الماضي في 21 تشرين الأول باشتباآات مسلحة انتشرت في عدة مناطق مختلفة من لبنان. في بيروت، اشتبك الجيش اللبناني مع مجموعات مسلحة استخدمت فيها اسلحة صاروخية. وجرى تبادل إطلاق نار آثيف في شوارع مختلفة من العاصمة. هذه الأحداث تطورت بعد يومين من اغتيال رئيس فرع المعلومات في الشرطة (قوى الأمن الداخلي) العميد وسام الحسن.

في مدينة طرابلس في شمال لبنان، اندلعت اشتباآات عنيفة في تجديد للصراع القديم بين الميليشيات السنية والعلوية، سقط قتلى وجرحى بين المارة. أحد القتلى آانت فتاة صغيرة تحاول الفرار مع والدتها العلوية إلى مكان والدها السني، في الجانب الاخر من الخط المشتعل.

وآانت الاجواء مماثلة في مناطق آثيرة أخرى، جنوب وغرب البلاد، بما في ذلك مدينة صيدا والبقاع. ووصل عدد القتلى والجرحى إلى 11 وشمل عناصر ميليشيات، ومدنيين محاصرين في مناطق الاشتباآات، وجنود أقاموا نقاط للتفتيش للحد من القتال. وبدأ الجيش بنشر عناصره بشكل آبير وانخفضت نسبة الاشتباآات في الشوارع. ولكن على الرغم من توقف الاشتباآات لا يزال هناك قنص وإستخدام قنابل يدوية.

المعارضة ذات الأغلبية السنية

في 21 تشرين الأول، أطلقت الشرطة النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين آانوا يحاولون اقتحام السراية الحكومية، في حين أن قيادة الحرآة التي يهيمن عليها تيار المستقبل بقيادة الحريري، حثت المتظاهرين في جنازة الحسن الجماعية، لإخلاء الشوارع. ولكن آان ومتأخر جدا. فتحالف 14 آذار الذي يقوده تيار المستقبل، دعا أنصاره إلى التحرك لإسقاط الحكومة التي يقودها حزب االله وتحالف 8 آذار. وعلى الرغم من التعبئة المكثفة والخطب التي تدعو الناس الى النزول الى الشوارع يوم الاحد، لم تستطع قيادة 14 آذار حشد أكثر من 10 آلاف.

منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 2005، والذي أعقبه نزول مئات الآلاف إلى الشوارع، أدت الخطب التي القتها قادة 14 آذار الى تزايد الطائفية ضد حزب االله الشيعي. وصُعّدت الخطب خاصة عندما أخذ في عام 2011 تحالف 8 آذار الذي يقوده حزب االله الأغلبية في الحكومة.

وفقدت 14 آذار السيطرة على المليشيات السنية مرة أخرى في نهاية الأسبوع الماضي. فأقامت هذه المليشيات حواجز في الطرق بعد الإعلان عن اغتيال الحسن في انفجار سيارة ملغومة في شارع مسيحي مكتظ بالسكان في بيروت. وقتل 3 و جرح 110. وبسبب الأضرار الضخمة الناجمة عن الانفجار استغرق التأآد من اغتيال الحسن عدة ساعات.

وبعد وقوع الانفجار، أقفلت الطرق في بيروت والبقاع وطرابلس وعكار في الشمال ومدينة صيدا في جنوب لبنان من قبل رجال مسلحين وغاضبين. وفي جميع أنحاء البلاد، سيطر مسلحون من أنصار تيار المستقبل، إضافة الى جماعات سلفية يمينية متطرفة، على مناطق مختلفة وقطعوا عدة طرق.

في شمال لبنان، بالإضافة إلى إغلاق الطرق وحرق الإطارات، شهدت مدينة طرابلس تجدد النزاع المسلح بين منطقة التبانة ذات الأغلبية السنية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية. ويشهد هذا الجزء من الشمال عقود من التوترات التي تصاعدت إلى اشتباآات في الأشهر الأخيرة تأثراً بالأحداث في سوريا.

انفجار يوم الجمعة الماضي آان أآبر انفجار في لبنان منذ أربع سنوات. وأثار ذلك مخاوف من عودة موجة الاغتيالات السياسية التي قسمت المجتمع اللبناني بين 2005 و2008. وتم اليوم نشر الجيش اللبناني لمنع الناس من عبور الحواجز. ومنذ مساء يوم الجمعة الماضي، طالب سياسيو 14 آذار الحكومة بالاستقالة، وحمّلوا نظام الأسد في سوريا وحليفه الرئيسي في لبنان، حزب االله، مسؤولية اغتيال الحسن.

يعتبر فرع المعلومات من قبل أنصار 8 آذار آثقل موازن لاستخبارات الجيش اللبناني، الذي لديه علاقات وثيقة مع دمشق. فرع المعلومات تم تدريبه وتأمين احدث الأجهزة الأمنية له من الولايات المتحدة وأجهزة المخابرات العربية الموالية للولايات المتحدة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

وآان الحسن رئيس فريق الامن الشخصي للحريري قبل اغتياله عام 2005. وذآرت هيئة الإذاعة الكندية في العام 2010 في تحقيق نشرته أن محققي الأمم المتحدة يشتبهون بتورط الحسن بإغتيال الحريري. وأظهرت سجلات الهاتف أن حسن اجرى 24 مكالمة في صباح عملية الاغتيال، رغم انه ادعى انه آان يدرس. وقررت إدارة اللجنة التابعة للأمم المتحدة بعدم المضي قدما في التحقيقات.

وفي أغسطس من هذا العام، تم تسمية الحسن من قبل الجيش السوري الحر آشريك في المفاوضات المحتملة، بعد ان أقدم بعض المعارضين المسلحين لنظام الأسد على خطف 11 حاجا شيعيا لبنانيا في سوريا. وآان الجيش السوري الحر قد سمى أيضا النائب عن تيار المستقبل عقاب صقر، الذي يعتبر من قبل البعض في التحالف 8 آذار انه من أحد ابرز مهربي السلاح من ترآيا الى سوريا.

وخلال اجتماع مجلس الوزراء في لبنان، في أعقاب اغتيال الحسن، نُصح رئيس الوزراء نجيب ميقاتي (المدعوم من قبل حزب االله) لعدم الاستقالة حتى لا تغرق البلاد في حالة من الفوضى والشلل. ميقاتي علق فقط ان البلاد تمر بأزمة آبيرة ما يعكس عجزه الكلي، وعجز 8 آذار أيضاً، عن إخراج البلاد من المأزق الطائفي الذي آانوا قد ساعدوا في خلقه، جنبا إلى جنب مع معارضة 14 آذار.

الحكومة بقيادة حزب االله

قادة حزب االله وحلفاؤه في التيار الوطني الحرة المسيحي، حدوا من تعليقاتهم واآتفوا بالتعازي واستنكار التفجير، ولم يعلقوا على الخطاب الطائفي من قبل بعض المعارضين. بدلا من ذلك غابوا عن الانظار في خضم إغلاق الطرق والاشتباآات بين الجماعات المسلحة والجيش والشرطة.

وفي ظل عجز 14 آذار عن التعبئة آما فعلت في الماضي، قيادة حزب االله، وهي قيادة الائتلاف الحاآم في الحكومة هذه المرة، لم تكن على استعداد أو بوارد الدخول في قتال الشوارع الصغيرة وإيصال الأمور إلى حرب طائفية مع جماعات السلفية وعلى مثال القاعدة، التي هي صغيرة نسبياً ومقارنةً بحزب االله الجماهيري في لبنان.

بأيديولوجيته الشيعية وعلاقاته مع إيران ونظام الأسد في سوريا، في الواقع حزب االله أصبح أقل قدرة على مناشدة الجماهير خارج المجتمعات الشيعية، ويعتبر اليوم من قبل العديد مسؤولاً جزئياً عن تدهور الوضع في لبنان وخاصة اذا تطور الصراع وإندلعت حرب طائفية. حزب االله، وآما قلنا في السابق في اللجنة لأممية العمال، سوف يقع في فخ الطائفية. فإن حرآته سوف تتكئ على أنصاره الشيعة وسيرضخ للصراع السني — الشيعي الذي يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة.

هناك المزيد والمزيد من التقارير التي تفيد بأن هناك مقاتلون لحزب االله قتلوا في الصراع الجاري في سوريا، الى جانب قوات الأسد المكروهة آثيراً. وهذا يعزز الانقصام الطائفي في لبنان. فلم يعد حزب االله يمتلك مصداقية بل فشل في تصوير نفسه على أنه حرآة مقاومة في المقام الأول ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبات على نحو متزايد يجد نفسه موضوعاً في خانة الميليشيا الشيعية حتى من قبل بعض الحلفاء الشيعة السابقين.

الحاجة إلى حركة عمالية موحدة

الأهم ما في ذلك السياسات الاقتصادية التي واصلتها حكومة 8 آذار والتي تشبه آثيراً سياسات 14 آذار. فأظهر حزب االله أمام العمال والفقراء أنه غير قادر على حل مشاآلهم اليومية الأساسية مثل انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه. وما تبقى من القطاع العام بات تحت سيطرة الفاسدين واستثمار الشرآات الخاصة. وارتفعت تكاليف المعيشة في حين أن زيادة الرواتب لم تكن آافية، وفي الكثير من الحالات لم تطبق من قبل أرباب العمل.

يوم واحد فقط قبل انفجار الأسبوع الماضي المروع في المنطقة السكنية المزدحمة، هز إضراب عام للقطاع العام الطبقة الحاآمة. بقيادة نقابة المعلمين وهيئة التنسيق النقابية المستقلة المناضلة، ما يقرب من 100٪ من القطاع العام شارك في الاضراب الذي انضم اليه القطاع الخاص (وشمل ذلك عدداً آبيراً من المدارس المسيحية الخاصة التي أرسلت إدارتها تهديدات للمعلمين إذا ما شارآوا في الإضراب).

على الرغم من الهجوم الذي ازهق أرواح السكان الذين معظمهم من المسيحيين، ينظر إلى هذا التفجير من قبل فئة من الجماهير السنية في لبنان على أنه استهدف مجتمعهم وقادتهم. هذا هو السبب الذي وضع ميقاتي في طريق مسدود وأجبره ‘لى تكرار مرتين أمام الصحافة: "أنا في مرحلة حرجة جدا بسبب ان طائفتي تشعر أنها مستهدفة".

وأثار اغتيال الحسن العديد من الأسئلة حول من يمكن أن يكون وراء هذا العمل الإرهابي المروع ومن أآثر المستفيدين من قتله. الحسن عُيّن لمنصبه بعد وقت قصير من اغتيال الحريري ولعب دوراً في آشف العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية، وآذلك مخطط تفجير شمال لبنان الذي آان سينفذه النائب والوزير السابق ميشال سماحة وهو من أبرز المؤيدين للنظام السوري، وهو يواجه الآن اتهامات بالتواطؤ مع رموز في نظام الأسد للتخطيط لهجمات إرهابية في لبنان.

وشكك تحالف 8 آذار الموالي للأسد مرارا في شرعية فرع المعلومات ووظيفته، والذي أنشأه تيار المستقبل التابع للحريري. وقد اتهم فرع المعلومات انه يمكن أن يستخدمه الموساد الإسرائيلي ضد حزب االله.

اغتيال الحريري قصم المجتمع الى معسكرين في السياسية: 14 آذار المدعوم من الغرب والسعودية و8 آذار المدعوم من سوريا وإيران. ولعبت سياسات آل من التكتلين دورا في رفع التوترات الطائفية نتيجة سعيهما من أجل السلطة والسيطرة على الثروة. وآان آل من التحالفين يحشدان بشكل مكثف ضد بعضهما البعض في السنوات الست الماضية، ما أدى إلى الأزمة الحالية. هذه الأحداث تذآر الأجيال الأآبر سنا بالحرب الاهلية (1990–1975) اللبنانية.

الثورة والثورة المضادة

المنطقة اليوم آلها تشهد صراعات وإضطرابات. في سوريا، حوّل نظام الأسد الوحشي الانتفاضة الجماهيرية الى صراع دموي متصاعد وأحياناً طائفي من الجانبين. معارضو الأسد، في غياب بديل طبقي قوي، أصبحوا إما في المعتقلات (هناك ما يقدر بمئة ألف معتقل على الأقل في السجون السورية) أو يلجؤون بنحو متزايد نحو الجيش السوري الحر (المنقسم) القائم على المجموعات المسلحة منها مجموعات طائفية. ولعدم وجود منظمات أو حرآات عمالية مستقلة تقود النضال، انزلقت الامور نحو طابع طائفي، مع بعض العناصر المختلفة التي تقاتل للدفاع عن مجتماعاتها في وجه قوى النظام القاتلة والوحشية. وفي نفس الوقت، استخدم الداعمون المحليون والإقليميون والدوليون على طرفي الصراع في سوريا الانقسامات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط لعرقلة تطور الثورة التي يأيدها الكثير من الجماهير في جميع أنحاء المنطقة. العمال في سوريا وجميع أنحاء المنطقة ليس لديهم ما يكسبونه من التدخلات العسكرية الغربية، التي آما في العراق وأفغانستان والنموذج الليبي، لن تجلب الا الموت والدمار والانقسامات والاستغلال الامبريالي.

بعد أن آانت جزءا من أو على الأقل متأثرة بما يسمى "بالربيع العربي"، الطبقة العاملة في المنطقة تشاهد اليوم القصف المستمر من قبل نظام الأسد الوحشي الذي افرغ أحياء آاملة في المدن والقرى السورية. وتشاهد أيضاً المعارضة السورية المسلحة والتي، بهدف الانتقام، ترتكب مجازر في بعض الأحيان.

لقد طال حمام الدم أمده وخاصة أن الدعم الدولي لكلا الطرفين يجعل من المرجح أنه سيكون هناك قتال حتى ينهي طرف الآخر. وزارة الخارجية الفرنسية ذآرت مؤخراً أن "الوقت لم يحن بعد لوقف إطلاق النار في سوريا".

إن فرع المعلومات في لبنان، برئاسة الحسن، تمت ترقيته من قبل عائلة الحريري إلى جهاز مخابرات قوي ومستقل، وهو بدوره مدعوم من النظام السعودي. الحسن، مثل معظم أو جميع السياسيين في لبنان، هو لاعب في الحرب السورية. واغتياله لم يشكل صدمة في حد ذاته للجماهير في لبنان، ولكن الطابع الوحشي الإرهابي شكل الصدمة العميقة.

البديل الاشتراكي

طالما أن الجماهير من العمال والفقراء ليس لديهم منظمة جماهيرية سياسية خاصة بهم — نتيجة عقود من الديكتاتوريات المحلية المدعومة من الغرب والاتحاد السوفياتي السابق الستاليني — ليس من المستطاع المواجهة ووضع حد للمؤامرات والتدخل من الطبقات الحاآمة المحلية والدولية. اليوم نرى مختلف الطبقات الحاآمة تتصارع على السلطة والهيمنة في المنطقة، وذلك على جميع الجبهات.

هذا الصراع بين القوى العالمية وحكوماتها التي هي دمى في يدها، هو على الموارد الطبيعية والثروة والمكانة والنفوذ في هذه المنطقة الجغرافية الاستراتيجية الحيوية.

الطبقة العاملة في لبنان، المقسمة دينياً ومذهبياً وقومياً وعرقياً، تواجه البطالة الجماعية وتدني الأجور وتكاليف المعيشة المرتفعة، وسوء الخدمات العامة الاجتماعية والصحية، ونقص المياه والطاقة، وأزمة السكن التي لا تطاق، في حين أن زعماء وأمراء الحروب الفاسدين والجشعين يثيرون الانقسامات الطائفية في محاولة للبقاء في السلطة.

الطبقات الحاآمة في المنطقة بأسرها تتصارع من أجل السلطة والثروة، وتأخذ مجتمعات بأآملها للصراعات الطائفية والهمجية وتستخدم السياسات الاقتصادية والاجتماعية الرجعية. وإذا تهددت أرباح وسياسات الشرآات التجارية الكبرى من قبل حرآة عمالية موحدة، آما شهدنا خلال الإضراب في لبنان قبل أيام قليلة فقط، أو آما آان الحال في سوريا في بداية الانتفاضة في عام 2011 حين أعلنت أحزاب المعارضة في البداية على أنها تقود انتفاضة شعبية ضد سياسات الأسد الليبرالية الجديدة الفاسدة وضد القمع، فالنخب الحاآمة أو فصائل من النخبة ستكون مستعدة تماماً على استخدام سياسة 'فرق تسد' التي تشمل تنفيذ، وبصورة مباشرة أو غير مباشرة، التفجيرات والاغتيالات والقتل الجماعي.

العمال والفقراء هم من يدفعون الثمن بشكل أساسي لمثل هذه السياسات. ووحدهم العمال والفقراء، عندما يتحدون آطبقة، قادرون على وقف الطبقات الحاآمة من اخذ الجماهير إلى الصراعات الدموية والحروب، ومن إيجاد سبل للخروج من الصراع الطائفي المرير.

فبناء حرآة موحدة للعمال ومستقلة عن الطبقة الفاسدة وأصحاب رأس المال أمر ضروري ويشمل بناء نقابات مناضلة مستقلة عن قيادة الاتحاد العمالي العام الفاسدة.

عبر حركة عمالية موحدة تناضل لتغيير المجتمع وتتولى إدارة المجتمع عبر تأميم الشراآات الكبرى التي تسيطر على الاقتصاد، وعبر سيطرة وإدارة العمال الديمقراطية، ممكن وقف هذه الطبقة الحاآمة الاستبدادية المتوحشة.

المجتمع الاشتراآي يعني إدارة المجتمع من قبل الأآثرية وأخذ السلطة من أيدي الرأسماليين لتلبية احتياجات الغالبية العظمى. إن إدارة المجتمع من قبل العمال وللعمال على أساس البديل الاشتراآي الحقيقي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحروب الوحشية، والانقسامات، وإلغاء الفقر والفساد مرة واحدة ونهائية.