اليونان الحكومة اليونانية بقيادة سيريزا تعلن عن سياستها المناهضة للتقشف األسواق وقادة االتحاد األوروبي تتحرك ضد أثينا 1,336
أعلنت الحكومة الجديدة بقيادة سيريزا-سلسلة من السياسات التي من شأنها أن توفر الراحة للعمال اليونانين، بعد سنوات من تدابير التقشف الوحشية التي دفعت الكثيرين إلى الفقر المدقع. وتشمل اإلجراءات الجديدة التي اعلنت عنها الحكومة إستعادة الحد األدنى لألجور إلى مستويات ما قبل األزمة (750 € في الشهر). رفع معاشات التقاعد المنخفضة وتوفير دفع المعاش الثالث عشر (خالل فترة عيد الميالد) لجميع أولئك المتقاعدين الذين يعيشون حاليا على 700 € / في الشهر أو أقل. إلغاء رسوم زيارة المستشفيات وتكاليف الوصفات الطبية. إنهاء البيع القسري لبيوت الناس الذين ال يستطيعون مواكبة تسديد أقساط القروض العقارية. الغاء عمليات الخصخصة المخطط لها (بما في ذلك قطاع الطاقة والمطارات والموانئ)؛ إعادة توظيف ال ُمدرسين الذين تم إقالتهم ؛ إلغاء نظام "التقييم" في الخدمات المدنية، الذي تم إنشاؤه من أجل توفير إستمرارية تسريح العمال. إعادة توظيف أكثر من 10٬000 موظفين في الخدمة المدنية والعاملين الذين تم تسريحهم من الخدمة العامة. كما وإعادة تأسيس قناة كإذاعة وتلفزيون الدولة وإعادة توظيف عمالها. باإلضافة الى ذلك، توفير المواطنة ألبناء المهاجرين الذين ولدوا ونشأوا في اليونان. على الرغم من أنه يتوجب الموافقة واإلقرار على هذه الخطوات عبر البرلمان قبل تنفيذها، إال ان العمال اليونانيين، وأخيرا، يشعرون انهم إستعادوا ثقتهم بالنفس وكرامتهم. وقد إعتز العمال اليونانيون في الرمزية الناجمة عن تعيين اليكس تسيبراس رئيسا للوزراء، دون القسم الديني وزيارته النصب التذكاري للمقاتلين الشيوعيين الذين ذبحوا خالل الحرب األهلية اليونانية.ا. بالرغم من ان هذه الخطوات أولية (بالرغم من محدوديتها وجزئيتها)، إال انها ترتفع في وجه ما يسمى "اإلجماع " النيو ليبرالي القاسي الذي إستمر على مدى عقود، واألجندة المؤيدة للتقشف التي فرضها اإلتحاد األوروبي وأرباب العمل .إن هذه الخطوات اإلصالحية لم تحل على اليونان من السماء، بل هي نتيجة النضاالت الشعبية البطولية التي قادها العمال اليونانيون على مدى سنوات، والتي تخللت أكثر من ثالثين إضراب عام. ورغم أن هذا لم يمنع التقليصات الهائلة، بسبب دور قادة النقابات المحافظين ،إال انه أدى إلى رفع الوعي والتقاطب السياسي لدى الماليين من العمال اليونانين، مما ساهم في إعداد األرض لإلنقالب االنتخابي الكبير الذي حصل في عطلة نهاية األسبوع الماضي. التصريحات األولية لحكومة سيرزا تكشف حقيقة مواقف األحزاب التقليدية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك األحزاب الديمقراطية االجتماعية السابقة. حيث عندما تكون في السلطة، تقوم هذه األحزاب بفرض برامج التقشف وإجراءات اخرى عدائية إتجاه الطبقة العاملة، زاعمتًا أنه "ال خيار آخر". األسواق تتفاعلكالمتوقع فقد تفاعلت األسواق مع هذه الخطوات سلبًا، حيث شهدنا تراج ًعا في األسهم، في أثينا، حيث بلغت أدنى مستوياتها التي لم نشهدها منذ اسوأها خالل أزمة الديون. وتفيد التقارير أن تدفقات الودائع اليونانية ارتفعت االسبوع الماضي لتصل الى 11 مليار يورو لشهر يناير وقد سعى وزراء الحكومة الى حقن الوضع والتقليل من إحتمال حدوث إشتباك مع الدائنين. في محاولة لتبرير نهجه الفئوي، رفض الحزب الشيوعي اليوناني (والذي في وقت سابق من هذا االسبوع رفض تشكيل حكومة ائتالفية مع سيريزا) اإلصالحات مدعيًا بأنها مجرد "فتات". في حين، في طبيعة الحال، الخطوات الجديدة اال ُمعلنة ال ترقى إلى برنامج اشتراكي — الذي يشمل التنصل من الديون، وفرض ضرائب ضخمة على األغنياء، وفرض ضوابط على رأس المال والتمويل، واحتكار الدولة للتجارة الخارجية، واتخاذ صروح اإلقتصاد الشامخة تحت ملكية الجماهير الديمقراطية — خطوات التي ستحظى بترحيب وإستحسان العمال في اليونان وكافة أنحاء أوروبا .محل ترحيب بشكل إيجابي جدا من قبل العمال في اليونان وكافة أنحاء أوروبا. هذه التطورات ستكون بمثابة القوى الدافعة للقوى في إسبانيا والبرتغال وأيرلندا، وخاصة حتى أنها قد تُ المعارضة لسياسات التقشف قدم على تقريب موعد االنتخابات في بعض البلدان. تفيد التقارير ان النخب الحاكمة في اإلتحاد األوروبي قد قابلت نتائج اإلنتخابات بشي من الدهشة واإلستنكار، حيث قد توقعت ان تصل السلطة حكومة "وسط — يمين" في اليونان، التي من شأنها كان إستمرار سياسة اإلذعان والرضوخ لمطالب الترويكا (جسم ثالثي المكون من: صندوق النقد الدولي، والبنك المركزي األوروبي واإلتحاد االوروبي). لكن تمكن رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس من الوصول الى السلطة بضغط من الطبقة العامة بغية تنفيذ التعهدات األساسية التي تعهد بها من تقليص الدين العام اليوناني، رفع األجور ووقف التقليصات في النفق. تسيبراس يدعي أنه بإمكانه إنجاز كل هذه الخطوات والبقاء ضمن اإلتحاد االوروبي، إال ان القادة األوروبين قد حذروا قبل المفواضات بشأن ديون اليونان انه على تسيبراس األختيار الى اي من هذه األهداف يصوب. مفاوضات بشأن الديونلليونان ما يُقارب 320 مليار يورو من الديون المستحقة. عليها إعادة تمويل سندات الخزينة في 6 فبراير بما يقارب البليون يورو و 1.4 بليون يورو أخرين يوم 13 فبراير. صرحت سيريزا أنها ال تسعى الى المواجهة بشأن الديون وستسعى لالتفاق بشأن إعادة جدولة السداد. هل من الممكن أن توافق المستشارة األلمانية ميركل على مفاوضات تعطي بعض الفسحة الى أثينا؟ ميركل تتعرض لضغوط داخلية ال "إلنفاق" المزيد من األموال على عمليات اإلنقاذ، لكنها تواجه ايضا نخبة حاكمة أوروبية شديدة اإلنقسام واإلختالف حيال ما هو الحل وما هو افضل سبيل للمضي قدما والخروج من األزمة. وجه محافظ بنك انجلترا إنتفادا، سابقا هذا االسبوع، نحو نتائج وتداعيات سياسات الترويكا وحذر من "عقد ضائع" أخر في أوروبا. وكمؤشر على الوضع الراكد التي تواجهه منطقة اليورو، اضطر البنك المركزي األوروبي األسبوع الماضي إلى إطالق موجة من التيسير الكمي (طباعة النقود). ولكن حتى لو أظهرت ميركل إستعدادها لتقديم بعض التنازالت ألثينا بشأن جداول سداد الديون والتخفيف من عبء الديون،إال انه سيكون هناك ضغط سياسي قوي من األحزاب الحاكمة في جميع أنحاء أوروبا يقضي بعدم إعطاء الكثير إلى اليونان. تخشى هذه األحزاب والقوى أن يشكل هذا سابقة من شأنها أن تهدد بكشف حقيقة "إجماع" التقشف كله وخلق "العدوى السياسية"، وإعطاء دفعة قوية للمعارضة المناهضة للتقشف في إسبانيا والبرتغال وايرلندا وأماكن أخرى في أوروبا. وقال تسيبراس قبل انتخابه إنه إذا تعسر إبرام اي إتفاق مع بروكسل، وكانت هناك محاولة إلجبار اليونان الخروج من اإلتحاد األوروبي، أو إذا حاول االتحاد األوروبي وقف خطوات سيريزا ال ُمقتَرحة لمكافحة التقشف، فإن حكومة سيريزا سوف تتوجه الى إستفتاء شعبي. ومع ذلك، هذه ليست مجرد مسألة إستفتاء او معادالت برلمانية. ردود فعل األسواق وحكومات االتحاد األوروبي حيال خطوات سيريزا تعكس جاهزية النخب الحاكمة محاربة كل امتياز أو إصالح للطبقة العاملة. حتى لو تنازلت (عن مضض) ميركل والنخب الحاكمة في أوروبا وخضعت لخطوات سيريزا الجديدة، فحتما انها سوف تعود في مرحلة الحقة النتزاع هذه المكاسب، وفي هذه األثناء سوف تعمل على زعزعة استقرار، وتقويض وترويض حكومة سيريزا. لصالح الطبقة العاملة، حتى إن كانت محدودة، يلزم ان تكون هذه المكاسب جزء من أجل الفوز وال ُمحافظة على مكاسب في أماكن العمل والمجتمعات المحلية، برنامج اشتراكي الكامل كما ويتطلب حشد الطبقة العاملة من النضال من أجل لتحدي الرأسمالية والنداء من أجل التضامن مع العمال في جميع أنحاء أوروبا. | المقالات الأخيرة في الموقع |