تونس أحداث 9 أفريل 1938 لم تكن أحداث 9 أفريل مجرد يوم نضالي فحسب بل هي روح وعقلية مقاومة تتوارثها الأجيال في كفاحها ضد المظالم… 2,041
يستعد التونسيون الإحياء ذكرى إنتفاضة 9 آفريل 1938 والتي تعتبر منعرجاً حاسماً ومنطلقا لدخول الجماهير التونسية التاريخ وقد كونت هذه الأحداث لحظة فارقة تحول فيه السبات إلى حركة لتصنع من عجز المهمشين وأنين الجياع ودموع المحرومين قوة دفع وتغيير. لم تكن أحداث 9 أفريل مجرد يوم نضالي فحسب بل هي روح وعقلية مقاومة تتوارثها الأجيال في كفاحها ضد المظالم… فلكل عصر ابطاله وشهدائه وصار لعيد الشهداء رفاقاً بل صار للشهداء أعيادا. في يوم 9 آفريل خرج التونسيون للشارع انطلقت مظاهرتان إحداهما من ساحة الحلفاوين با العاصمة والأخرى من رحبة الغنم وخرجت المرأة التونسية في تلك المناسبة للتظاهر ليول مرة كان رد جيش الإستعمار وحشياً استعمل الرصاص و — سقط العديد من الشهداء وأعتقل مئات الشبان ونفي قادة التحركات مع عدد قياسي للاصابات في صفوف أبناء الشعب لم تكن أحداث 9 آفريل مجرد إستعراض جماهيري ولم تقتصر المطالب على السيادة الشعبية من خلال حكومة وطنية منتخبة لا مفروضة من قبل المستعمر، بل للأحداث دلالات رمزية أعمق بكثير لأنها تعكس نضال الجماهير على كل أشكال القهر والإستعباد والضلم. إن للكرامة والحرية ثمناً وجب دفعه، ورغم إنتقال السلطة إلى أيادي تونسية فإن الشعب التونسي ضل فقدان لسيادته على ثرواته و سياساته وحقوقه الإقتصادية والإجتماعية وفي هذا السياق تندرج إنتفاضة العمال والنقابيين في جانفي 1978 وسقوط مئات الشهداء وانتفاظة الخبز 1984 وثورة 10 ديسمبر 2010. إن أفاق التحرك الجماهيري الذي يراكم التجارب الميدانية منذ أفريل 38 لا ينكف على التطور والنضج والسير نحو تجذير البعد الاقتصادي والاجتماعي وعدم فصلهما عن إستحقاقات الحريات الديمقراطية وإكتمال تصور بديل سياسي وإقتصادي ديمقراطي لا مركزي إشتراكي تسود فيه أغلبية الشعب وتوزع فيها الثورة بشكل عادل بين الفئات والجهات. | مقالات متعلقات المقالات الأخيرة في الموقع |