socialism.org.il
"عنصرية وتمييز برعاية الحكومة"
اعتقالات واعتداءات في حيّ الشّيخ جرّاح
شارك مائتي ناشط في الوقفة الاحتجاجيّة ضد اخلاء عائلة شماسنة من منزلها ■ المغتصبون الذي احتلوا بيت العائلة قاموا بالاعتداء على عدد من الاهالي والمتظاهرين، متسببين إصابات لبعضهم، من بين المصابين، ناشط في حركة نضال إشتراكي ■ الشرطة قامت بحماية المعتدين واعتقال عدد من الاطفال تتراوح اعمارهم بين 8–12
آري نويهويزر، فرع القدس
2017/09/14 21:26

يوم الثلاثاء الاخير، في الخامس من الشهر الجاري، اقدمت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود على اخلاء عائلة شماسنة وطردها من بيتها في حيّ الشّيخ جرّاح في القدس الشرقية، بحيث تسكن عائلة شماسنة هذا البيت منذ 53 سنة، وقد تم طردها ليقوم مستوطنون متطرفون بالاستيلاء عليه. يعتبر هذا الاخلاء هو الاول لعائلة فلسطينية منذ ثماني سنوات اذ توقفت اوامر الاخلاء على خلفية نضال مشترك يهودي عربي شمل عدد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية.

مع تجدد قضية اخلاء البيوت وطرد اصحابها منها، فإنّ من الطبيعي ان يتجدد بالمقابل النضال ضد هذه الممارسات العنصرية. تمّ تنظيم يوم الجمعة 9/9 مسيرة تضامنية مع سكان الشّيخ جرّاح في ساعات ما بعد الظهر، وقد انطلقت من القدس الغربية ووصلت الى الحي. شارك فيها ايضا نشطاء حركة "نضال اشتراكي" ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون والمتظاهرات: "عربيات ويهوديات نوقف الاخلاءات"، "حكومة الفساد تحرض على العنصرية"، "عنصرية وتمييز برعاية الحكومة" و"ميزانيات لذوي الاحتياجات الخاصة وليس للمستوطنين المعتدين". في مقدمة المسيرة رفعت لافتة كبيرة كتب عليها "سلام ورفاهية، لا احتلال وتمييز".

تصوير: نضال اشتراكي

جرى اخلاء عائلة شماسنة بتشجيع وتوجيه حركة اليمين المتطرف "الصندوق من اجل اراضي اسرائيل" برئاسة ارييه كينغ، عضو بلدية القدس عن حركة "القدس موحدة ". كينغ اشار الى انه "يتوقع في السنة القادمة ان تكون المزيد من الاخلاءات لسكان اضافيين". بالنسبة له الاخلاء الاخير هو طلقة البداية لمحاولة جديدة من مسلسل تهويد حيّ الشّيخ جرّاح. في المقابل، قامت الشرطة مع بداية هذا الاسبوع بتسليم اوامر اخلاء اضافية لست عائلات والتّي سيتم طردها لصالح مستوطنين آخرين.

الشرطة قامت بحماية المستوطنين المتطرفين

وصلت العشرات من السكان الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي وقبل المظاهرة بساعات قليلة الى خيمة الاحتجاج والتي اقيمت خارج بيت عائلة شماسنة الذي احتله المستوطنين. اقام السكان صلاة الجمعة في الخيمة تضامنا مع العائلة. مع الانتهاء من الصلاة قام قسم من سكان الحيّ بالانضمام للمتظاهرين وعددهم مائتي شخص، والذي انطلقوا في مسيرة من غرب المدينة باتجاه الحيّ. قامت الشرطة باعتقال شخصيّن من سكان الحيّ وهما في طريقهما الى المسيرة. احدهما طفل في 12 من عمره، والذي تم اطلاق سراحه بعد فترة وجيزة، لكن انهارت امه بعد إعتقاله وتمّ نقلها الى المستشفى لتلقي العلاج.

تصوير: ActiveStills

استفزازا للعائلة التي تم طردها الى الشارع واستفزازا لمشاعر بقية السكان في الحيّ علق المعتدون من حركة كهانا المتطرفة علم اسرائيل على سطح البيت الفلسطيني الذي قاموا باحتلاله. بعد ان قامت احدى المتظاهرات بازاله العلم، اقدم عدد من المستوطنين بالاعتداء على المظاهرة وقام احدهم برش غاز الفلفل على بعض المتظاهرين. أصيب عشرة من المتظاهرين بشكل طفيف بسبب الغاز، من بينهم كبارفي السن. ناشط من حركة "نضال اشتراكي" والذي كان من بين المتظاهرين أصيب أيضا وقد تمّ اسعافه في المكان من قبل مسعفين فلسطينيين من الهلال الاحمر.

تصوير: نضال اشتراكي

قامت افراد الشرطة من جهتها بالاعتداء على عدد من المتظاهرين والسكان، من بينهم طفل في الثامنة من عمره. في الوقت ذاته لم تقم الشرطة باعتقال أي من المستوطنين الذين اعتدوا على المتظاهرين، بالاضافة لذلك قررت الشرطة من جهتها ابقاء احدى المتظاهرات الاسرائيليات رهن الاعتقال لليلة واحدة. في مساء السبت، الساعة التاسعة ليلا، نظمت وقفة احتجاحية امام بيت القاضي في ملعب الروس عند مثولها في المحكمة.

شارك محمد شماسنة، صاحب البيت، في المسيرة مع المتضامنين وفقط لغاية مدخل الحيّ، بسبب امر الابعاد الذي اصدرته المحكمة بحقه لمدة اسبوعين تمنعه بموجبه من اقترابه من بيته في مدخل الحي. قال لصحيفة "هآرتس" "لم ننجح من منع اخلاء بيتنا، لكننا لا زلنا هنا وسنناضل ونقاوم ضد اخلاء أي بيت اخر من بيوت الحي. لن نُمكن اليمين المتطرف من الدخول لاي بيت اخر".

في خطابه امام المتظاهرين قال كريم، احد سكان حيّ الشّيخ جرّاح، ومن قيادات نضال السكان ضد الاخلاء: " ليس فقط في الوقوف مع عائلة شماسنة، وليس فقط في حيّ الشّيخ جرّاح، اريد ان اراكم دائما معنا، ان نقف دائما يدا بيد وكتفا بجانب الكتف نعمل معا من اجل انهاء هذا الاحتلال الغاشم!".

المغتصبون الذي احتلوا بيت. تصوير: ActiveStills

الحركة الشعبية المثيرة للاعجاب والتي تطورت في شرقي القدس نهاية شهر تموز الماضي ضد نصب البوابات الالكترونية في البلدة القديمة — تجسيد لان نضالا عنيدا من شانه ان يوقف المخططات العنصرية لحكومة اليمين الرأسمالية ومخططات المستوطنين واليمين المتطرف. رأينا سابقا في حيّ الشّيخ جرّاح كيف ان المظاهرات المشتركة العربية واليهودية، والتي وصلت المشاركة في ذروتها الى آلاف، قد نجحت في وقف الاخلاءات مدة ثمانية سنوات.

ومع تجدد اوامر الاخلاء الوحشية تتجدد ايضا المظاهرات. وكي يكون بمقدورنا ان نلجم قطعان اليمين المتطرف ونقتلع من الجذر تهديداتهم ضد امن السكان في القدس الشرقية وفي كل مكان، نحتاج لنضال واسع من العمال والشباب من جانبي الخارطة القومية ضد المخططات المدمرة للحكومة التي تدعم اصحاب رؤوس الاموال والمستوطنين والتي ترمي بالعائلات الفقيرة الى الشارع وتفضل ان تستثمر الملايين في حماية المغتصبين من حركة كهانا بدلا أن تستثمر في السكن الشعبي او بمخصصات المعيشة لذوي الاحتياجات الخاصة.

الترجمة: صامية ناصر