شهادة من الجحيم لقاء مصوَّر مع محمد زريعي، ناجٍ وشاهد على حرب الإبادة في قطاع غزة صورة من تسجيل الزوم، محمد زريعي، 13.11.24 "وصل الجوع لمرحلة غير مسبوقة في حياتي كلها، مريت بحالات يأس، شعور أحيانًا بالهزيمة لما تخسر ناس، تخسر أهلك وتتشرد وتنزح. بس هاد، فعليًا، ما قتل الرغبة في تغيير هذا الواقع" ■ شاهدوا المقابلة مع زريعي، ناشط فلسطيني من سكان مخيم دير البلح 36
محمد زريعي، معلم للغة الإنجليزية يبلغ من العمر 28 عامًا، يعيش في مخيم دير البلح للاجئين في وسط القطاع، يصمد تحت حرب الإبادة في غزة لأكثر من عام. زريعي ناشط في "مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة" وهو منسقها في قطاع غزة. فقد زريعي العديد من أفراد عائلته وأصدقائه في الجحيم الذي يمطره نظام الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم من الإمبريالية الأمريكية خلال العام الأخير. كذلك عانى من التجويع تحت ظروف الحصار الوحشي وشاهد بعينيه نتائج المجازر في مراكز إيواء النازحين. لكن كل هذا لم يكسر عزيمته: "الوضع جدًا مُزْرِ، لكن هاد بخليني أكثر جدية في العمل السياسي من أجل تغيير هذا الواقع. هذا الواقع لازم يتغير. حمام الدم هاد لازم ينتهي، شلال الدم هاد لازم يقف… أحيانًا بمر بحالات يأس لما يشتد الوضع سوءًا. خصوصًا في بداية الحرب لما كنا بنعيش عدم الأمان والقصف والجوع. وصل الجوع لمرحلة غير مسبوقة في حياتي كلها، مريت بحالات يأس، شعور أحيانًا بالهزيمة لما تخسر ناس، تخسر أهلك وتتشرد وتنزح. بس هاد، فعليًا، ما قتل الرغبة في تغيير هذا الواقع." سُجلت المقابلة عبر الزوم بتاريخ 13 نوفمبر 2024، بعد شهر ونصف من بداية عملية التطهير العرقي المتسارع والإبادة الواسعة في محافظة شمال القطاع — مناطق جباليا، بيت لاهيا وبيت حانون. التقطعات والتشويشات في الفيديو ناجمة عن تدمير البنية التحتية للكهرباء والإنترنت كجزء من التدمير المنهجي لمُقوّمات الحياة الأساسية في جميع مناطق القطاع المحاصر منذ بداية الحرب. في ظل انعدام التيار الكهربائي المنتظم، اعتمد زريعي على اتصال إنترنت غير مستقر يعتمد على الكهرباء المُنتَجة من الطاقة الشمسية. نظرًا للظروف الصعبة في قلب الجحيم الذي تُمطره حكومة الموت الإسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك في "المنطقة الآمنة" التي تُقصف ويعيش فيها زريعي، وبالجهد المنهجي للنظام اليمين الإسرائيلي لتقويض التغطية الإعلامية في القطاع، فإن مجرد إجراء هذه المكالمة ليس أمرًا مفروغًا منه، ونحن ممتنون للفرصة لنشر الشهادة. نستلهم تأكيد زريعي، حتى في ظل الظروف القاسية، على ضرورة النضال من أجل تغيير جذري في الظروف الأساسية التي أدت إلى أزمة الدماء، وعلى رأسها القمع القومي المتطرف لملايين الفلسطينيين من قبل نظام رأس المال الإسرائيلي. نتفق مع زريعي في استنتاجه بأن الوعود الفارغة للقوى الإمبريالية على مر السنين بشأن إقامة دولتين قوميتين كانت دائمًا خدعة. في أفضل الأحوال، اقتصرت هذه الوعود على فكرة دولة فلسطينية دُمْيَة خاضعة للرأسمالية الإسرائيلية كقوة إقليمية وللإمبريالية الأمريكية. النضال من أجل التغيير الجذري يجب بالطبع أن يسعى للتغلب على أي شكل من أشكال القمع القومي، وتحقيق حالة من المساواة التامة في ظروف الحياة والحقوق بين الأمتين. كما أشرنا في نهاية المقابلة، فإن تحقيق هذه الظروف، ومن وجهة نظرنا بما في ذلك إمكانية تحقيق حق متساوٍ في تقرير المصير وحقوق متساوية للأقليات، يبرز الحاجة أيضًا للنضال على الصعيد الإقليمي والعالمي من أجل التغيير الاشتراكي. نعتبر هذه المحادثة مساهمة قَيِّمة أيضًا في النقاش المهم حول بناء النضال لإنهاء الفظائع، ولتحقيق الحرية والمساواة في هذا الوقت. حركة نضال اشتراكي تدعو:وقف الهجوم الإبادي على غزة وسحب جميع قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع! وقف عدوان الجيش والمستوطنين في الضفة، وسحب جميع قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان، ووقف تنفيذ هجمات استعراضية في أنحاء المنطقة وعلى إيران. نعم لصفقة تبادل أسرى ومختطفين "الكل مقابل الكل" الآن. النضال من أجل توفير جميع الموارد اللازمة لإعادة بناء المجتمعات المتضررة بشكل شامل. توفير إمدادات غذائية على نطاق واسع، مياه نظيفة، مواد أساسية ومعدات طبية لسكان القطاع وفقًا للاحتياج ودون أي تكلفة. مصادرة الموارد الهائلة التي يسيطر عليها كبار الرأسماليين لصالح جهود إعادة البناء لجميع المجتمعات المتضررة، وتقديم تعويضات واسعة النطاق لعامة الناس من سكان غزة، لبنان، الضفة، وأيضًا من سكان الجليل والنقب الغربي من جميع المجتمعات القومية. النضال من أجل حل جذري: وضع حد للحرب التي تهدف إلى تكريس دكتاتورية الحصار، الاحتلال، الاستيطان، الفقر والقمع القومي المفروض على ملايين الفلسطينيين. وضع حد لحكم رأس المال، العدوانية الإمبريالية والقمع القومي، وتعزيز الحقوق المتساوية للعيش بكرامة ورفاهية وأمن شخصي للجميع. نعم للنضال من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ديمقراطية، اشتراكية، ومتساوية الحقوق، والنضال من أجل الديمقراطية والتغيير الاشتراكي في إسرائيل والمنطقة. نعم للتضامن الدولي مع نضالات الشعوب في جميع أنحاء المنطقة، كجزء من النضال من أجل التغيير الاشتراكي والسلام. بما في ذلك السعي إلى تأسيس إطار تعاون إقليمي كونفدرالي، ديمقراطي، اشتراكي، على أساس تطوعي ومتساوٍ، يعزز الديمقراطية والأمن الشخصي، ويوجه الموارد الأساسية تحت ملكية عامة ديمقراطية لصالح الجميع، مع ضمان المساواة في الحقوق لجميع الأمم ولكافة الأقليات. يشمل ذلك تحقيق حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال توافق يشمل الاعتراف بالظلم التاريخي الذي حدث في النكبة، وبحق اللاجئين والمُهجَّرين الفلسطينيين في العودة، مع ضمان حياة كريمة ومساواة لجميع السكان.
| صورة من تسجيل الزوم، محمد زريعي، 13.11.24 المقالات الأخيرة في الموقع |